زيارة غير مرغوب بها.....


 
سلسلة حلّق بفكرك (05)

زيارة غير مرغوب بها.....

الزيارات العملية الميدانية طريقة ناجحة في ترسيخ العمل المِؤسساتي بهدف تحسين الإنتاج من جهة و تطوير الذات البشرية أي المورد البشري من جهة ثانية .... و مثل هذه الزيارات الهادفة تحتاج الى تخطيط مسبق أو فنقل إلى خطة عملية واضحة المعالم بينة الأهداف و المراحل، محددة من حيث الزّمن و الهدف و البرنامج..
هذه مقدمة أسوقها بين يدي قصة واقعية كثيرا ما تحدث .....
زار مسؤول رفيع المستوى إحدى مؤسساته الثقافية دون سابق إنذار أو إشعار، لم يراع ظروف المؤسسة ولا نفسية مرؤوسيه و لا جدولا زمنيا أو برنامجا عمليا ..هكذا فجأة قام بزيارة عمل و لم يكن لوحده بل اصطحب معه بعض المسؤولين رفيعي الرُّتب...
لحد هذه اللحظة الأمر يبدو عاديا جدا..
مسؤول تلك المؤسسة الثقافية حين رآه أعدّ ما يستطيع إعداده بهدف توفير جو يليق بمقام هذا المسؤول الرفيع....
و المفاجأة أن هذا المسؤول بدأ و على مرأى من مسؤوليه و مرؤوسيه و حتى رواد تلك المؤسسة الثقافية التي لا يربطهم بها إلا استغلال و استعمال أرصددتها بانتقاد كل ما يصادفه بدءا بحاجب المؤسسة وصولا إلى مدير تلك المؤسسة و كأنه في محاكمة  علنية يترأس جلستها هو شخصيا و كل من أمامه متهمون... بدأ يرفع صوته لم يراع حرمة تلك المؤسسة و لا روادها....
أسئلة بوليسية مباشرة و محرجة ... ألفاظ متدنية غير حضارية ...
تصرفات طائشة غير مدروسة ثم يخرج من تلك المؤسسة غاضبا او هكذا يبدو و لا يعود إليها إلا بعد سنة مضت أو أكثر ...
قارئي العزيز ... ألم تلاحظ معي أن هذا المسؤول أفسد العمل كله و أكثر..
ألم تلاحظ بأن هذه الزيارة سياسية محضة أو قل مسرحية محبكة هدفه منها حاجة في نفس يعقوب.
لا جدول عمل مسبق و لا برنامج محدد و لا أهداف مرجوة.. ...
إني أسوق هذه القصة لأبين من خلال أحداثها و صورها و أشخاصها و عقدها ابتعاد كثير من المسؤولين عن مواصفات المدير الناجح ....
فليس العنف وسيلة للتغير البنّاء ... و ليست المسرحيات أسلوبا حضاريا للنقد  ...
في الغرب مثل هذه الزيارات يخطط لها .... توضع لها خطة مفصلة تحدد فيها الأهداف المرجوة ببرنامج زمني محدد و بأسلوب حضاري بناء يراعى فيه كل أخلاقيات المهنة     و ظروف الزمان و المكان و الإنسان ....
كيف يُطلب من الموظفين ضرورة احترام هذا النوع من المسؤولين ؛ فتكشير الذئب عن أنيابه لا يعني أبدا بأنه يبتسم ...
إن الرضا المظهري الذي يبديه المرؤوسون لمسؤوليهم لا يعني حتما بانهم محل احترام و تقدير في نفوسهم و قلوبهم و لكن للضرورة أحكام وفي المداراة مندوحة ليس إلا....فمتى نرتقي إلى مستوى الفعل الحضاري المنتج

تعليقات