بين المعلومات و البيانات ...
سلسلة خلّق بفكرك ..(07)
بين المعلومات و البيانات
الخلط في تحديد معاني المصطلحات يولّد التشويش العقلي؛ ونتيجة التشويش مجانبة الصواب في إعطاء الأحكام و الدخول في معارك كلامية بيزنطية لا فائدة ترجى منها أو اتخاذ قرارات لا تغني و لا تسمت من جوع ...
و من المصطلحات الأكثر ظلما و هضما مصطلحا:" المعلومات" و" البيانات" !!
ففي كثير من الكتابات المنتشرة في بطون الكتب و المجلات و الجرائد و الحوارات المتنوعة في الإذاعة و التلفزيون يلاحظ القارئ أو المستمع الخلط الكبير بين مفهومي المعلومات و البيانات و لا نكاد نعثر على أيّ وجه من وجوه الاختلاف
و كأن المصطلحين لهما نفسُ المفهوم ....
و الحقيقة و من وجهة نظر مكتبية و إعلامية متخصّصة فكلاهما يشتركان
في الشكل و الصورة و يختلفان في المعنى و الدّلالة ...
فالبيانات من حيث الشكل والنوع تشترك مع المعلومات في كونهما بيانات حرفية و رقمية أو حرفية رقمية أو بيانات هندسية أو بيانات في شكل صور متحركة غير أنهما من حيث المعنى الدلالي و النتائج المترتبة عليهما يختلفان اختلافا بيّنا... فالبيانات هي معلومات خام أي معلومات غير منظمة وفق برامج علميّة معينّة و موضوعات محددة، ولم تخضع أصلا للدراسة و التحليل و التصنيف و الترتيب..
والبيانات أيضا معلومات مجمعة تجميعا فوضويا لا يؤهلنا لإعطاء حكم معين أو اتخاذ قرار محدد في قضية ما؛ بينما المعلومات هي بيانات منظمة وفق برامج علمية دقيقة و قد خضعت للتحليل و الدراسة و تمّ إخراجها بطريقة منطقية و منظمة يمكن اعتمادها في إعطاء أحكام ما أو اتخاذ قرارات مناسبة و حاسمة في مسألة ما ...
فالبيانات مثلا في علم المكتبات و المعلومات هي مجموع المعلومات المستقاة من مصادرها الأولى و الموزعة بين طيّات الوعاء المادي –الكتاب، المجلة، الشريط- ...
و أمّا المعلومات فهي بيانات مادية و موضوعية منظمة و مثبتة في بطاقة وصفية فنية وفق قواعد الفهرسة الوصفية و الموضوعية المتواضع عليها...
و مجموع هذه البطاقات الوصفية يشكّل نوعا من أنواع الفهارس (فهرس العناوين، فهرس الموضوعات، فهرس المؤلفين ...) مهيئا للاستفادة من معلوماته للوصول إلى الكتاب
المنشود في أسرع وقت و
أقل جهد ممكنين ...
و البيانات مثلا في مؤسسة اقتصادية هي مجموع المعلومات المنتقاة
من السوق و استبيانات المستهلكين و حاجياتهم و قوة نفوذ المنتجين الآخرين و ورواج المنتجات و البضاعة المسوقة و قوانين الطلب و العرض و مختلف الآليات المتحكمة في قطاع السوق...
و أمّا المعلومات فتتمثل في الدراسة الواعية للجهاز الإداري المسيّر لذلك الكم الهائل للبيانات المستقاة ، و اتخاذ القرار المناسب و في اللحظة المناسبة لدخول السوق أو عدم الدّخول أو الدفع بمنتوج معين قصد تسويقه وجني الأرباح الطائلة من ورائه أو تأجيله إن تطلّبت ظروف السوق ذلك ...
و من خلال هذين المثاليين السابقين و على ضوء المقدمات السالفة الذكر يتضح جليّا الفرق الواسع بين المعلومات و البيانات و حجم الخلط بينهما و عواقب النتائج المترتبة على تلك الأحكام الخاطئة.
و البيانات مثلا في مؤسسة اقتصادية هي مجموع المعلومات المنتقاة
من السوق و استبيانات المستهلكين و حاجياتهم و قوة نفوذ المنتجين الآخرين و ورواج المنتجات و البضاعة المسوقة و قوانين الطلب و العرض و مختلف الآليات المتحكمة في قطاع السوق...
و أمّا المعلومات فتتمثل في الدراسة الواعية للجهاز الإداري المسيّر لذلك الكم الهائل للبيانات المستقاة ، و اتخاذ القرار المناسب و في اللحظة المناسبة لدخول السوق أو عدم الدّخول أو الدفع بمنتوج معين قصد تسويقه وجني الأرباح الطائلة من ورائه أو تأجيله إن تطلّبت ظروف السوق ذلك ...
و من خلال هذين المثاليين السابقين و على ضوء المقدمات السالفة الذكر يتضح جليّا الفرق الواسع بين المعلومات و البيانات و حجم الخلط بينهما و عواقب النتائج المترتبة على تلك الأحكام الخاطئة.
تعليقات
إرسال تعليق