كلمة في الميزان...
سلسلة حلّق بفكرك (08)
كلمة في الميزان...
كثر اللغط في أحاديثنا
,,, و أكثر كتاباتنا و أصبح مُودة هذا العصر بامتياز ..
فعندما تفتح الفايسبوك مثلا
يكاد يغمى عليك من تفاهة ما ينشر إلا قليل القليل
وكل يدعي وصلا بليلى === و
ليلى لا تقر لهم بذلك
و العجب العجاب أن البعض نصب
نفسه منظرا كبيرا للدعوة و آخر للفن و ثالثا للأدب و رابعا للشعر و هو لا يكاد يفرق
بين حرفي الضاد و الظاء و يتعلل بالأخطاء المطبعية و صدق فيه المثل رب عذر أقبح من
ذنب .
الفايسبوك مثلا يرتاده حتى
جبناء القوم ممن يخافون من المواجهة و يختفون وراء ستر كثيفة و تراهم فرسانا متكلمين
لا يشق لهم غبار و في أرض الواقع لا يستطيعون تأليف جملة واحدة من فرط جبنهم و هوانهم
بين الناس . و ترى آخرين ينظرون للدعوة و يتجرؤون على أكل لحوم العلماء و الدعاة و
المفكرين حتى يخيل لك أنك أمام جهبذ من جهابذة العلماء و هذا من قلة الأدب و سوء التربية
اذ كيف يطلق لنفسه العنان فيصف من أفنوا ربيع أعمارهم و لا يزالون في سبيل العلم بالجاهلين
و الوقحين أو بالذين يهرفون بما لا يعرفون أو بالذين يخرفون و أوصاف أخرى خسيسة يندى
جبين الحر من ذكرها و ما بهم من علة إلا سقم في العقل و خبل فيه و اضطراب في النفس
و كم من عائب قولا صيحا و
آفته من الفهم السقيم
و تجد صنفا آخر قد سن سيف
لسانه السليط و أعيى وداد قلمه فتراه يتحدث في كا شيء و يزعم أن ذلك من ثقافته الواسعة
و اطلاعه الكبير :أليس الثقافة الأخذ من كل علم من طرف منه و هذا قد حاز أطراف العلوم
كلها , فإذا تحدث عن السياسة أسكت بصوته المجلجل أساطين هذا العلم و قادته, و إذا ما
عرج إلى علم الاجتماع أخرس ابن خلدون في قبره و عد و لا فخر أبو العمران البشري لا
شيء يذكر أمامه ... و اذا ما تحدث في الفن بدا لك ذلك البطل الأسطوري الذي لا يموت
ة لا يشيخ و لا يهرم بالرغم من سقوطه تارة من شاهق أم جسر أو تعرضه لوابل من الطلقات
... و هكذا ففي أي وجهة نحوت به وجدت الخبير و الفيلسوف الآمر و الناهي
..
أما آن لنا أن نضع أنفسنا
في الحيز الطبيعي الذي يسعها ... أما آن لنا أن نجعل ما لفلان لفلان و ما لعلان لعلان
و نحذف بسلوكنا هذا الحضاري , و تصرفنا النبيل ثلاثة أرباع أو أكثر من لغطنا الفارغ
الذي لا يسمن و لا يغني من جوع ...
نصيحة أتوجه بها لنفسي و لكل
قارئ يحترم نفسه و علمه و أدبه و تاريخه و وطنه و الناس أجمعين ...
تعليقات
إرسال تعليق