قصة حياتي في ومضات...

·       قصة حياتي في ومضات...01
·       أنا من مواليد فجر الإستقلال ..فجر الحريّة و الإنطلاق..لا شهر جانفي يتذكرني و يستحضر أول صرخاتي المشفوعة بأنات أمي و دموعها و فرحة والدي و جدي رحمهما الله...قبل أن أولد بشهور عابشت و أنا في ظلمة الرحم الدافئة نزرا من معاناة الإستعمار..عايشتها في خوف أمي و هي ترقب بعيونها الجميلة حركات جنود فرنسا المريبة و سرقات عيونهم المستفزة...و لكن فرحة الحرية كانت طاغية و مساحة الفرحة كانت أكبر بكثير و لعلّ هذا سر من أسرار نظرتي المتفائلة للحياة .ربما فمن يدري..فأنا إنسان متفائل إلى حد النخاع..هه و أصدقكم القول پأني كنت محظوظا لأني ولدت حرا..مسلما..عربيا ..و جزائريا..لا يهمني كثيرا أن أكون هلاليا أو تميميا أو قريشيا أو صعيديا...المهم عندي تلك الثلاثية المباركة..م.ع.ج..و سيكون لهذه الثلاثية التأثير الخالد في قادم حياتي...هذه هي أول بداياتي..
·       من اللائق و الأنسب أن أحدثكم عن بيئتي التي تتقاطع فيها أطياف ذاكرتي و تتعانق فيها آمالي و آلامي ...الحي الذي ولدت فيه اسم على مسمىّ..حي الثوار..و لم يطلق عليه هذا الاسم إعتباطا بل لأنه و لا فخر أخرج من صلبه ثوارا أبطالا منهم من التحق بالرفيق الأعلى و منهم من ينتظر..و كم استمتعنا و نحن أطفال صغار بحكايات الثوار البطولية رل و لن أنسى فرق الكشافة الإسلامية بزيّها الرسمس و هي تشنف أسماعنا بالأناشيد الوطنية الثورية و الحماسية و قد اصطفوا في صف واحد و نحن والأطفال نغني معهم و نصفق لهم و كلنا إعجاب و حيوية و نشاط...فحبّ الوطن. قد تشربناه كما تشرّب الغريم  غريمه..تلك هي أول الدروس العملية التي تلقيناها عن الوطن و الجهاد و الثورة...كلّ طفل منّا أو بنت يتمنى أن يكون لبنة في حصن وطننا الكبير..الجزائر الخضراء...لم نكن أبدا في حاجة إلى مدارس و معلمين ليلقنوننا حب الوطن فالكشافة الإسلامية و المجاهدين الأحياء قد كفونا عناء تعلم تلك القيّم...هذا البعد الوطني الثوري رسم في نفسي خطا عريضا بألوان علم الجزائر الخضراءو الحمراء و البيضاء...كم هو جميل جدا و أفراد الكشافة يعلموننا معنى ألوان العلم...الأحمر دم الشهداء و أمانة في رقابكم ...و الأبيض صفاء القلوب و طهارة النفوس فعيشوا بالحب إخوانا متحابين..و الأخضر تراب الجزائر المعطاء ..و النجمة الخماسية قواعد الإسلام الخمس..حافظوا عليها و لا تفرطوا فيها فهي الحصن و الأمان ...لذلك فلا أحد يزايد علينا في الوطنية و الإسلام و الجزائر لأن هذا هو سمت ذلك الجيل الذهبي...شكرا لأولئك المعلمين الأبطال الأشاوس...فتلك هي أول دروسي عن الوطن و الوطنية....يتبع


تعليقات