ساعة الحقيقة ..
سلسلة حلّق بفكرك... (01)
ساعة الحقيقة....
لما تأتي ساعة الحقيقة تظهر أخلاق
الرجال و تتغير صور عديدة من المشهد....
وعندما تشتد و تكشف عن انيابها بجلب
خيولها و حشد أنصارها تصبح المبادئ في تأرجح سريع و حركة أسرع.....
في هذه اللحظة تنتقل ساعة الحقيقة من الواقع
المعيش المفروض إلى أغوار النفس البشرية لأولئك الرجال....
فحقيقة النصر و الهزيمة إذن يتحدد
مصيرها داخل النفس البشرية نفسها...أي أن النفس هي مصدر النصر أو الهزيمة...
فالكثير قد يخدعك بالتزامه و تفانيه
في خدمة المبادئ التي يؤمن بها غير أنه لما تكشّر ضغوط الحقيقة عن انيابها يتبين
الخيط الأسود من الخيط الأبيض من حقيقة النفس.....
ضغط الرزق طوفان جارف و التضييق فيه
من أشد الابتلاءات..... ضغط الأهل سيف قاطع لا يقطع الرقاب و إنما يقطع
الأكباد....ضغط اللاأمن كابوس مزعج و الاستمرار في عوالمه تشويش للفكر و الرِؤية و
الحركة....
ما أكثر اللوبيات الضاغطة حين تأتي
ساعة الحقيقة
...
كم من أناس من تغنى بالمبادئ السامية
و لما ابتلى في نفسه أو ماله أو أهله أو وظيفته طلقها طلاقا بائنا لا رجعة فيه .....
و كم من الأفواه التي تشدقت بالمبادئ
الخالدة و لما هبت عليه رياح الرفاهية و اليسار أدبرت و سخرت من ماضيها .... بل
لقد وُجد منهم من قال الآن و فقط بدأت أدرك معنى الحياة و من قبل كنت لاعبا صغيرا و
لكن خارج الميدان
....
ساعة الحقيقة سيف ذو حدين . حد اليسر
و الرفاه و حد العسر و التضييق ...من ابتلى بأحدهما أو كليهما و صبر يكون قد وضع
قدما راسخة في مدارج النجاح و معارج العز و السؤدد ......
كم من رقاب قطعها هذا السيف العجيب و
تهاوت تحت ضرباته بطولات وتحديات .... و كم من ألسن قُطعت من شدّة حدّة هذا السيف
البتار و سكتت إلى الابد
....
عجبا من قوة ساعة الحقيقة
حين تهجم إنّ وقعها لشديد .... نسأل الله القوي العزيز العافية و
الثبات عند قدوم البلاء ...
تعليقات
إرسال تعليق