أبكيك يا وطنا...

أبكيك يا وطنا ...



أأكتب شعري أم شعري يكتبني ...
أعرّيه حينا و أحيانا يعرّيني ...
و عبر أثير الدّم و الأشلاء يا وطني :
تنساب قافيتي ...
عرجاء .. عمياء يتلقّفها ..
مليون تننين ِ...
براكين الدّم تحاصرني ..
تهشّم جماجم ذاكرتي ..
آهات الحزن تخنقني ..
تهدّ مدائني ..
فأبدو في مرآة قافيتي :
طيفا من ألوان نيسان ...
أنا الطّائر العاني يا وطني ..
أُغنّي من أوجاع  أشجاني ..
و عبر الدّم و الأشلاء يفضحني :
كسورُ أجنحتي ..
و تقاسيم وجه تخدشها :
أنياب صهيون ....

أأكتب شعري أم شعري يكتبني ...
و يكيل كلانا الصّاع صاعيْنٍ ..
أعرّيه حينا و أحيانا يعرّيني ...
فأبدو في مرآة قافيتي ..
كالعاشق المسكينِ...
يرى في كلّ زنبقة .. و في كلّ غانية ..
لونا من أطياف نيسان ...
أنا الطّائر العاني .. يا وطني ...
أٌغنّي من أوجاع أشجاني ...
أٌكسّر الأوتاد و الأسبابُ أرميها ...
فينضوي الحرف يرقبني ..
يحمل أطلالا من أنقاض ذاكرتي ...
وقصيبات هوت في جبّ أحزاني ..
فأبدو في مرآة قافيتي :
طيفا من عشّاق نيسان ...

******
أأكتب شعري أم شعري يكتبني ..
أُعرّيه حينا و أحيانا يعريني ...
يخاصم النّوم أجفاني ...
فأقتات غُصصا من الذلّ أجرعها ...
و أُنقَل من مقبرتي إلى مقبرتي ..
أنا العاشق المسكين يا وطني ..
أرى في كلّ غادية .. و في كلّ رائحة ..
حلما يمنّني ...
فأحمل شلوا و أجر ّ شلوا ..
و أسافر كالسراب ...
من التّراب إلى التّراب حكايتي ...
لعلّ الشّعر يكتبني ...
فأبدو في مرآة قافيتي ...
طيفا من عشّاق نيسانِ  ... 
******
أأكتب شعري أم شعري يكتبني ...
أُعرّيه حينا و أحيانا يعرّيني ..
خذ هامتي ... أرم بها ...
خذ مهجتي ... أرم بها ...
فأنا العاشق الولهان يا وطني ...
جناح الحلم يحملني ...
فأقبّل القبّة الصفراء .. ألثمها ...
فيرتاد رضاب معشوقتي :
سيلا أحمرا يغرقني ...
فأنتبه من حلمي ...
أراوح بين أشعار كتبتها ...
و أشعار تكتبني ...
فأبدو في مرآة قافيتي ...
لونا من أطياف نيسانٍ ....








تعليقات