غربة الأوطان ...


غربة الأوطان ...خاطرة

وحدي أنا أعيش غربتي..أقطّعها كأوزان الشعر لأكتبها بل لتكتبني آهات عاصفات.. اشتقت لأهلي فنحت لهم من جلاميد الصخر أشكالا و هيئات.. فهذا يذكرني بسمر الليل و قد أحكم وثاق أنفسنا فبتنا رهائن له.. و هذه تذكرني بابتسامة الأمل الهارب الذي ما عاد منذ وداعنا الأخير...و ذاك يكرني بحلمي الكبيرالذي كتبته في ورقة ذات يوم و ضعته في زجاجة محمكة الغلق ثمّ رميتها عند أول موجة بحر.. و تلك تذكرني بلعب ميّتة مرمية هنا و هناك حركتها يوما مخيّلتي الجامحة..
وحدي أنا أعيش غربتي..أنثرها في بساط ذاتي فتطبق عليّ بإحكام لأصير بين زواياها المظلمة حروفا متناحرة تنشد النور أو هكذا يسمونه إخواني البشر... أنادي بأعلى صوتي..أصرخ و أصرخ فترتدّ كلماتي صواعق مرعبة و كوابيس مخيفة فأتلبّد بالأرض و أصرخ : يا ليتها كانت القاضية.. و يخفت صوتي ..و يخفت.. ويخفت .. هكذا هي غربة الوطن...مهداة لأختي سمر و كلّ سوري يتوجّع...

تعليقات