الأستاذ مصطفى مشهور : سبقت أفكاره النيّرة المشرقة في كتاباته الدعوة حبّ مخيالنا إذ عشنا بين كتاباته و فتّنا بها و أصابت منّا المقتل ، و بقت صورته الجميلة و ملامحها البريئة تراوح في مخيّلتنا نحن شباب الإخوان...و لا يزال كتابه ذاك ضمن أنفس رصيد مكتبي التّي توزّعت و تشتّت شملها و تفرّق بين ضياع و إهمال و إهداء ..ممّا زاد في نيران الشّوق لرؤيته و أذكى مراجل الرّوح للالتقاء به و النّهل من أفكاره و توجيهاته...و يشاء الله تعالى و في ظلّ الانفتاح السيّاسيّ الذي انتهجته الدولة الجزائريّة الأبيّة أن يزور الجزائر في مهمّة عمل و كان لمدينة قسنطينة شرف استضافته إذ و بعد اتمامه لنشاط مسجدي عرّج على مقر جمعية الإرشاد و الإصلاح أين كان في انتظاره خاصة الخاصة من الإخوان المسلمون.. و حان اللقاء و زادت دقّات القلب و التقى الجمع و استقرّ الشوق و خمدت نيرانه برؤيته و سماع حديثه ، و كان بحقّ لقاء برد و سلام ، و ودّ و وئام ، و أخوّة و حسن كلام... الكثير من الإخوان كانوا لا يعرفون صورته فتفاجؤوا بشيخ كبير وسيم، ذي لحية بيضاء غلب عليها الشيب، مرتّبة منسقة و جميلة، عيونه مفتّحة غائرة برّاقة، دارت...