صراع اللفظ و المعنى في قصيدة "تقدّم" للشّاعر الجزائري كمال أونيس ممّا لا يخفى على عشّاق الأدب و مريديه تلك المعارك المحتدمة بين اللفظ و المعنى و لا يشذّ ميراثنا الأدبيّ العربيّ الثريّ ..و ممّا استقرّ في أذهاننا قول الجرجاني بأنّ المعنى الشّريف يلزمه اللفظ الشريف ؛فهما لحمة واحدة متناغمة و متعاضدة غايتها إرضاء المخاطب و إفهامه بأشرف معنى و بأبهى لفظ.. و لكن للجاحظ رأيا آخر إذ يصبّ جلّ اهتمامه على اللفظ المناسب للمعاني المتاحة للجميع إذ يقول : "المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي والبدوي والقروي وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ ". ؛ ثمّ إن لعلماء البيان العربي فهوم أخرى تتوافق و تختلف و توازي بين هذين الرأيين الكليين .. و الشّاعر كمال أونيس يدلو بدلوه و يرمي بصنّارته في هذا البحر الهائج الهادر و لكن بلغة الشعر و النظم.. فكيف كان موقفه و هل وافق أو نحا نحوا آخر ؟.. و هذه دعوة مجانية للقارئ الحصيف المحبّ للأدب و الشّعر يقدّمها لنا الشّاعر لنغترف من معين فلسفته الشعرية و رصيده الثمين فتعالوا نلبيّ دعوته و نشاركه همّه و نظفر بوجبة شعريّ...